الصفحة الرئيسية  >  المكتبة الوطنيّة اليوم  >  المبنى المستقبليّ  >  المبنى المستقبلي
تاريخ المبنى المستقبليّ للمكتبة الوطنيّة
صورة من الجو من الجهة الشماليّة (المصدر TNA Air 20-608)
في العام 1999 قرّر مجلس الوزراء اللبنانيّ تخصيص مبنى كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة في الجامعة اللبنانية الواقع في منطقة الصنائع ليكون المقرّ المستقبليّ للمكتبة الوطنيّة القائمة حاليًّا في حرم مرفأ بيروت.


موقعه وتاريخ بنائه:
يقع المبنى الذي كان يُعرف عند تأسيسه بمبنى الصنائع في منطقة رمل الظريف بمحاذاة حديقة الصنائع، وهو أحد صرحين من مجمّع ضخم من المباني، جرى وضع حجر الأساس لبنائه عام 1905 وأُنجز عام 1907. وقد ضمّ المجمّع مستشفى في الجهة الغربيّة منه (حاليًّا وزارة الداخليّة) ومدرسة للفنون والصنائع في الجهة الشرقيّة (أي المكان الذي سيحوي المكتبة الوطنيّة).

افتتاح مباني الصنائع في 17 آب 1907
أسّس مدرسة الفنون والصنائع وأدارها أحمد عباس الازهري، وقد بُنيت من أجل توفير دروس عمليّة في الحرف والفنّ والصناعة للأطفال الفقراء الطامحين ليصبحوا صناعيّين أو تجّارًا.

وقد حمل المستشفى آنذاك اسم المستشفى الحميدي في حين حملت المدرسة اسم المدرسة الحميدية، تيمّنًا بالسلطان عبد الحميد الثاني، الذي أنجز هذا المشروع الضخم آنذاك في عهده وافتتحه حاكم بيروت آنذاك الوالي خليل باشا رسميًّا في 19 آب 1907، بمناسبة عيد السلطان عبد الحميد الثاني وبحضور حشد من القناصل ووجهاء بيروت، واعتبر حينها المشروع الأكبر للتنمية الحضريّة في بيروت.


أهميّته:
على مدى السنوات السابقة، احتضن مبنى الصنائع العديد من مؤسّسات الدولة، إلى ان استقرّت فيه في العام 1959 كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة حتى العام 2006، حيث انتقلت إلى مقرّها الجديد في الحدث، متأخّرة 7 سنوات عن قرار مجلس الوزراء عام 1999 الذي قضى بتخصيصه ليكون مبنى رسميًّا للمكتبة الوطنيّة.

وفي العام نفسه، أيّ 2006، قدّم أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني هبة إلى الدولة اللبنانيّة لبناء المكتبة الوطنيّة المستقبليّة (بما فيها ترميم المقرّ الحاليّ للصنائع وبناء المساحات الجديدة).



مميّزاته:
المستشفى يسارًا ومدرسة الفنون والصنائع يمينًا (المصدر: Salnamat بيروت 1908)
يعتبر مبنى الصنائع نموذجًا لفنّ العمارة العثمانيّة في أواخر الثمانينات من القرن التاسع عشر. وهو كمثيله مبنى المستشفى الحميدية على شكل"U" ويتطابقان من حيث التصميم والارتفاع، ويتألّفان من طابقين يعلوهما سقف من القرميد الأحمر. في الداخل ممرّات عريضة تؤدّي إلى قاعات واسعة، كما شمل الطابق السفليّ من مدرسة الفنون والصنائع أربعة عشر فصلًا دراسيًّا وخمس قاعات.

على امتداد السنوات الماضية خضع المبنيان للعديد من التحوّلات. ففي حالتهما الأصليّة، كان طول المبنى الغربيّ 44 مترًا وعرضه 30 مترًا في حين أنّ طول المبنى الشرقيّ كان 60 مترًا وعرضه 60 مترًا.

تمّ توسيع المبنى الغربي على مرحلتين، بينما جرى اقتطاع عشرة أمتار من الجهة الشماليّة للمبنى الشرقيّ، أي مبنى الصنائع، وذلك في الخمسينات من القرن الماضي، للسماح بشقّ شارع الحمرا وهو الشارع الذي يفصل اليوم بين المبنيين والمصرف المركزيّ اللبنانيّ.


 
التغييرات المتوقّعة:
بما أن المبنى سيتحوّل إلى مقرّ للمكتبة الوطنيّة، فإنّ الدراسات الهندسيّة التي وُضعت أخذت بعين الاعتبار الحفاظ على الطابع التراثيّ له، إلاّ أنّه من المتوقّع أن تطرأ بعض التغييرات والتحسينات عليه، لاسيّما من الداخل في فترة ترميم المبنى الحاليّ، حيث سيتمّ بناء مساحات جديدة وضروريّة لمهامّ المكتبة الوطنيّة.

أمّا تاريخ افتتاح المبنى كمقرّ للمكتبة الوطنيّة فمن المتوقّع أن يتمّ في العام 2014.







مصدر
http://ifpo.revues.org/618
Fin de Siècle, The Making of Beirut, The Making of an Ottoman Provincial Capital, Jens Hanssen, Oxford Historical Monographs